Saturday, January 4, 2014

جمال الصقلي رجل واحد أشعل النار في سوق الأعشاب

جمال الصقلي رجل واحد أشعل النار في سوق الأعشاب

maghribalyaoum  sالعدد : 217 - من 06 إلى 12 شتنبر 2013   جمال الصقلي رجل واحد أشعل النار في سوق الأعشاب (العشوب إلى ما دواوك ما يسمموك)، مثل مغربي طالما سمعناه، يقال لكل مريض جرب دواء الصيدليات ولم ينفع معه علاج ولم ترفع وسادة رأسه..
اليوم باتت الأعشاب تسمم وتقتل البؤساء بعدما ارتفعت أسعارها بسبب برنامج أريد له أن يكون حلا لبعض المشاكل المستعصية إلا أنه زاد من تفاقمها.       \\\"العشوب إلى ما دواوك ما يسمموك\\\"، مثل مغربي طالما سمعناه، يقال لكل مريض جرب دواء الصيدليات ولم ينفع معه علاج ولم ترفع وسادة رأسه.. اليوم باتت الأعشاب تسمم وتقتل البؤساء بعدما ارتفعت أسعارها بسبب برنامج أريد له أن يكون حلا لبعض المشاكل المستعصية إلا أنه زاد من تفاقمها. \\\"بغيت نضعاف، بغيت نغلاض، فيّ السكر، فيّ الملح، ضارني ظهري، فيّ الثونية، عندي الحجر فالكلاوي، شعري جاف وتيطيح، وجه ناشف، بغيت نفتح البشرة ديالي..\\\"، هكذا هي اتصالات المواطنين المغاربة -أو بالأحرى المواطنات لأنهن الأكثر اتصالا- ممن يرغبون في استشارة جمال الصقلي، الدكتور المتخصص في جميع الأمراض، حتى تلك التي كانت حكرا ومعجزة لسيدنا عيسى يداوي بها الأبرص والأعمى والأصم الأبكم، \\\"ساهلة، خذ وريقة وستيلو وكتب الدوا\\\"، ببساطة مطلقة ألفها جل مستمعي ومتتبعي حلقات الصقلي على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة، لمن يتهافتون على وصفاته ويعتبرونها الحل الأمثل لمشاكلهم المستعصية، هكذا يجيب دون أن يفكر أو يسأل إلا في حالات قليلة ونادرة، يملي وصفته السحرية دون تردد على مراسليه مانحا إياهم وصفة من وصفاته العجيبة برد بسيط مفعم بالثقة المكتسبة من التجربة والممارسة لسنوات طويلة، فالرجل خبر المرض وبحث عن طرق علاجه، ما جعله يخفف من حجم علل ومعضلات المتصلين، عبر جهاز الهاتف في برنامج \\\"عندي دواك\\\". الصقلي يداوي الشعب عبر الأثير وصفات الصقلي لقيت إقبالا منقطع النظير من طرف الباحثين عن حل لأمراض ومشاكل مستعصية لم ينفع معها الطب الحديث وأدويته الكيماوية، ولم تعرف تحاليل المختبرات لها رأسا ولا قدما، إلا أن طبيبنا من وراء مكبر الصوت في أحد استوديوهات البيضاء يجسد المرض ويملي الدواء دون أي كشف مسبق أو تتبع للأعراض. اليوم وبعد أن بات الصقلي شافي المرضى وملهم النحيفات من أجل الزيادة في الوزن، والعكس بالعكس صحيح، إذ باتت الراغبات في التخسيس الأكثر اتصالا والأكثر تتبعا لحلقاته عله يأتيهن بدواء عجيب يقضي على السمنة ويريح البال من عقدة اسمها الزيادة في الوزن. اليوم وبعد أن بات جمال الصقلي طبيب المنازل المغربية وأصبحت وصفاته تنقل شفهيا ويحفظها الصغير والكبير، ويعرفها باعة الأعشاب، الذين بدورهم باتوا يتابعون جميع حلقات الرجل، فهو من روج بضاعتهم الكاسدة لسنوات بعد أن فتح قلبه وتكلم بلسانه لما خبره لسنوات عن مفعول الأعشاب وعلاجها المكفول بتتبع المقاييس الموصوفة دون اجتهاد نفسي بزيادة أو نقصان. الحديث عن جمال الصقلي يأخذ منحى آخر، أكيد أن وصفاته تلقى إقبالا كبيرا من قبل المتتبعين لحلقاته أو المداومين على قراءة جديدة، لدرجة كثرت فيه الوصفات والصفحات الفايسبوكية التي تحمل اسمه وتتكلم بوصفاته، بل باتت هناك خلطات جاهزة في بعض المعشبات تحمل اسمه، الشيء الذي جعله يكذب كل هذه الأشياء في إشارة واضحة المعالم إلى أن هناك من يركبون موجة وصفاته ويستغلون اسمه لترويج بضاعتهم. وهنا لابد من التأكيد على أن هناك بعض الاستغلاليين والمنتهزين للفرص، إذ في  جولة قصيرة في أحد الأسواق الشعبية تأكد وبالملموس جشع بعض \\\"العشابة\\\"، الذين كانت بالأمس القريب بضاعتهم كاسدة لا يرغب في شرائها أحد، اليوم ومع وصفات الصقلي وانتشار التداوي بالأعشاب، عرفت هذه الأخيرة ارتفاعا صاروخيا لدرجة أن بعضها غاب من الأسواق ونذر وبات بأسعار محددة لا تقبل المساومة أو النقصان. الشيء الذي جعل أصوات المتبضعين تتعالى مستنكرة هذا الجشع الذي صاحب إقبال المواطنين على الأعشاب. بدوره جمال الصقلي أشار إلى الموضوع وعمل في خطة لإراحة نفوس المواطنين من طمع باعة الأعشاب، إلى تغيير وصفاته باستعمال أنواع جديدة من المنتجات العشبية. \\\"اللويفيرة\\\" السحرية موجودة في كل وصفاته يعتبرها الصقلي سحرية وذات مفعول عجيب ينصح باستعمالها دائما في حلقاته، وحتى من جربوا مكوناتها انبهروا بسحرها ونتائجها المضمونة، قبل بث حلقات \\\"عندي دواك\\\" وبعده بقليل كانت \\\"اللويفيرة\\\" في الأسواق لا يتعدى ثمنها العشرون درهما، اليوم وبعد أن باتت دواء مجربا وعرفت إقبال الراغبين في العلاج والتداوي بها، أصبح ثمنها يزيد عن 200 درهم، لتبقى حكرا على طبقة محدودة من ذوي الدخل العال، في حين أن الطبقة المسحوقة قدرها أن تعاني مرتين، الأولى من المرض والثانية من ارتفاع ثمن الأعشاب، \\\"اللويفيرة\\\" التي كانت موجودة وبكثرة في جنبات \\\"الفيلات\\\" ولم يلتفت لوجودها أحد، اليوم لم تعد متواجدة وكأن أياد خفية جنتها ولم تترك منها شيئا. الأعشاب لم تعد دواء الفقراء بعد أن كانت في متناول الكل ويتجه صوبها الجميع، اليوم وبسبب وصفات التخسيس والجمال وغيرها..، لم تعد في متناولهم، بعد أن أصاب أصحاب المعشبات الخاصة وباعة الأعشاب في الأسواق الشعبية \\\"الجشع\\\" رفعوا من سعرها، أو خففوا من وزنها ولم تعد الكميات التي تمنح في السابق بنفس القدر من النقود هي التي تمنح اليوم، وذلك بسبب التهافت الكبير على وصفات جمال الصقلي. لا شيء يضيع هو شعار طبيب المغاربة، الذي تسلل خفية إلى بيوتهم دون سابق إنذار وأخذت آذانهم لحوالي ساعة من الزمن عبر جهاز المذياع، وأعلن ثورة حقيقية على كل الأمراض حتى المستعصية والمزمنة منها، ووجد لها الدواء الشاف بعيدا عن عسل النحل والحبة السوداء.  بمكونات غريبة هذه المرة يصف جمال الصقلي خلطاتٍ علاجية بورق\\\"الخرشف\\\" الذي طالما كانت بقاياه في النفايات، صار علاجا فتاكا للمصابين بـ\\\"الكلاوي\\\" أو لديهم بعض الأحجار المترسبة في أحشائهم.  اليوم لا شيء يضيع من أوراق الخضر والفواكه كل شيء ينفع للعلاج، حتى قشور \\\"الكروفيت\\\" عوضت \\\"اللويفيرة\\\" السحرية وأصبحت علاجا فتاكا ضد \\\"الثونية\\\" وغيرها من العلل، التي أرهقت المغاربة لسنوات طويلة، مما جعل المغاربة متخوفين من ارتفاع سعر هذا النوع من السمك شأنه في ذلك شأن \\\"اللويفيرة\\\" وغيرها من الأعشاب الأخرى. العلاج بالأعشاب وبعض المكونات الخاصة التي أفسح عنها الصقلي في جميع  حلقاته الإذاعية، جعلت المغاربة يعيدون الصلح مع هذا النوع من التطبيب، خصوصا وأن المجتمع المغربي بعاداته المحافظة وتقاليده الأصيلة، جعل التجاوب مرنا مع هذا النوع الجديد، الذي يشكل عودة الاعتبار إلى الأعشاب كدواء خالص وطبيعي، رغم بعض المؤاخذات التي تؤخذ على صاحب ثورة الأعشاب، وهنا أقصد بالذكر جمال الصقلي، الذي يرى العديد أنه يقدم خدمة خاصة لنفسه عبر الترويج لمنتجاته الطبيعية على أثير أمواج الإذاعة .  

No comments:

Post a Comment